يظن البعض أن الفشل هو نهاية الطريق وهو النتيجة الحتمية لكل شخص يستحقها عن جدارة.
هل يكون الشخص فاشلًا؟ هل يسعى أحد للفشل ؟ بالطبع لا ولا يوجد شخص يحب أن يصل لتلك النتيجة في أي عمل يقوم به، اذا كنت تحب أن تهزم صفه داخلك فيجب عليك أن تعرف ما هي ثم تتعرف على السلاح المضاد لها حتى تتغلب عليها مثل المريض عندما يهاجم جسمه فيروس ما يذهب لطبيب ليشخص له المرض ثم الدواء الفعال للقضاء على المرض، هنا المريض اختار أن يسير في طريق المكافحة واختار السيطرة على المرض بعد أن تعرف على ماهيته واتخذ السلاح المناسب.
لنتعرف على الفشل يجب أولا ان نتعرف على حقيقته حتى نحاول تفاديه أو حتى معالجته.
ما معني الفشل؟
الفشل له معنيان حسب ما أراه
1- الفشل من النظرة الإيجابية: هو بداية النجاح عندما أختار أن يكون الفشل مجرد تجربة تعلمت منها.
2- والفشل من الناحية السلبية: هو نهاية الطريق والإستسلام له والهزيمة الشخصية للفرد التي يجب عليه أن يتأكد منها، ويجب أن يقف علي حقيقتها وأن يقتنع تمامًا أن سقوطه لا عوده للمحاولة مرة أخرى، ولا يجب عليه أن يفكر إلا في أنه شخص فاشل مهزوم ليس له بين الناجحين مكان مهما حاول.
نقول دائمًا: بالمثال يتضح المقال:
عندما أقوم بعمل شيء ما سواء كنت منفردًا أو في جماعة فيصاب عملي هذا بالفشل فأنا مخير إما أن أقول هذا عمل غير ناجح وأقف هنا وأقلع عن الفكرة تمامًا أو أغير طريقة تفكيرى وأدرس سبب فشلي وأبحث عن الثغرات التي تخلل منها الفشل لفكرتي.
مثال على ذلك : العالم تومس ايديسون عندما حاول عمل المصباح الكهربي كان شخص عادي يمتلك فكرة حاول الوصول لها وقد فشل تسعة وتسعون مرة وفي كل مرة كان يدون خطئه، ويحاول تغيير سير العمل حتى نجح في المرة رقم مائة، فقال له أحدهم: فشلت تسعة وتسعون مرة؟ رد قائلًا: بل لدي تسعة وتسعون تجربة تعلمت منها كيف أتفادي الفشل.
اختلاف بين النظرتين واضح فالشخص الأول له نظرة إنهزامية لم يرى التسعة وتسعون تجربة إلا عدد كبير فاشل، أما العالم تومس إيدسون لم يراها إلا درجة سلم صعد عليها ليصل إلي فكرته.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم المثال الحسن وذلك في غزوة أحد عندما وقع بعض صحابته رضي الله عنهم في خطأ عدم التزامهم بالخطة التي وضعها الرسول وبدأ الجيش في طريق الهزيمة لكن النبي صل الله عليه وسلم استجمع قوته ونادي فيهم وغير مجرى الخطة على الرغم من سقوط جزء منها وحولت الهزيمة إلي نصر.
فأول استنتاج نصل له: أنه لا يوجد فشل مطلق ولا نجاح طول الحياة، فالنجاح هو اختيار وتكتيك ولن يأتي صدفة أو هدية تهدى.
يمكنك قراءة ايضا : كيف تتجنب الإرهاق الذهني
كيف أتفادي الفشل؟
هذا هو السؤال الجيد والذي يتضمن في فحواه الإصرار على النجاح فالنجاح هو المعني العكسي للفشل.
لا مفر من أن يصادف الإنسان الفشل على كل أعتاب مرحلة جديدة في مراحل حياته وهذا أمر طبيعي كما هو الحال مع النجاح فنصيب النجاح كل يوم في حياتنا في صور مختلفة وهذه طبيعة الكون، نقول لولا وجود الضد للمعنى لما كان للمعني معني، فلولا وجود الفشل فما كان للنجاح وجود.
أسباب الفشل:
لكل شيء سبب وحتى نتوصل للنجاح يجب بحث سبب الفشل
1- الكسل والتغافل:
كى أتفادي الفشل فأنا أحتاج إلي الوعي الكامل لما أفعله، فالنجاح يحتاج إلي فكرة والسعي وراءها ولا أتغافل عن خطأ بسيط من الممكن أن يحدث، كيف لشخص يقود فريق وهو أكسلهم كيف يوجههم فالأهم من العمل هو انجاز العمل.
فالكسل والإحباط من عملك يجعل من عملك فاشلا لا تجعل حلمك بأن يكون عملك في الصدارة يفشل بمجرد فكرة أن غيري سيكون أفضل منى فتتكاسل وتتراجع وتجعل منه الهزيمة.
2- العمل العشوائي:
لا يأتي شيء في هذا العالم صدفة فلا يحدث أبدًا أن يهدي النجاح لشخص لم بسعي للنجاج، السبب في هذا قبل كل شيء هو عدل الله فلا الكسول له نفس جزاء الساعي للنجاح، وليس للفاشل نفس أجر العامل المجتهد الذي اختار أن يكون النجاح هو مكسبه. السعي والعمل الجاد المخطط له مسبقًا هو درجة من درجات سلم النجاح.
3- الحماس والإحباط:
نرى الكثير من الأشخاص عندما تخطر بباله فكرة يتحمس لها بشدة حتى يكاد يتم عمله، وفي منتصف الطريق يقف فجأة وبلا مبرر لمجرد ذهاب الحماس للفكرة لا يكملها، هذا الشخص غالبًا ما يسلم نفسه بسهولة للفشل فعدم اكمال العمل ضياع لما قام بانجازه مهما كانت الفكرة جيدة أصبنا عملنا بالفشل باختيارنا، فيجب على من بدأ طريق أن يكمله، إصابة الفشل هو تجربة ناجحة للوصول إلي النجاح في المرة القادمة.
4- الأنانية والتخلى عن الفريق:
العمل وفق جماعة هو أمر جيد يقوم به الأشخاص الناجحين ونرى أنه حتى في التعليم بدأت الكثير من الدول تدريب الطلبة على أن يعملوا في مجموعات لأبحاث مع بعضهم حقيقةً لا ينهض محتمع بسبب نجاح فرد بل ينهض المجتمع بالجميع فالضعيف يتقوي بالقوي، فلو قال كل شخص أنا أفضل لا أتشارك مع هذا الضعيف لفشل الكثير وأصيب البعض بالفشل وتكون نتيجة حتمية فشل الجميع.
مثال لهذا: فريق الكرة من أكثر الرياضات التي تعتمد على ترابط الفريق مع بعض الأنانية عندما تتسلل لداخل شخص ويطمع في الكرة لنفسه ويقول أستطيع من موقعي احراز هدف على الرغم من أن صديقه أقرب للمرمي منه غالبًا لن يصيب الهدف لأن أنانيته صورت له أنه أحق بإحراز الهدف من أي أحد بالمجموعة، فالأناني شخص قصير النظر وحبه الزائد لنفسه جعله لا يري إلا أنه أحق بالفوز من غيره.
أسباب النجاح:
عرفنا نقاط الضعف التي من الممكن يتخلل منها الفشل لحياتنا، وجب الآن التعرف على أسباب النجاح ودرجات السلم المؤدية إليه حتى نصل له:
1- التخطيط الجاد:
لدي فكرة لعمل شيء ما فيجب أن أقف لحظة لكي
- أحدد هدفي الذي أسعي للوصول له.
- أرتب أفكاري حسب أولوياتي.
- أعدد أمكانياتي التي سأبدأ عليه.
- أحدد نقطة البداية لعملى وزمن النهاية.
2- المرونة في العمل:
حتى أتفادي السقوط في الفشل يجب على أثناء عملي المرونة وأكون متأهب جيدًا لوجود عقبات أثناء العمل التي تتطلب بعض التغيير في خططي كمن يسير في طريق للوصول لمنزله مثلًا ولكنه تفاجأ بوجود حفرة لن يستطبع الوصول للمنزل من هذا الطريق وكانت خططه أنه يسير من هذا الطريق لأنه الأفضل.
هنا هل يجلس يبكي أو ينتظر أحد يوصله لمنزله؟ بالطبع لا سيغير على الفور خط سيره ويقوم باللف في طريق أخر ليصل لهدفه، النجاح مثل هذا الطريق يجب أن نلف ونبحث عن أكثر طريق من الممكن أن يوصلنا لهدفنا.
3- أعداء النجاح:
هم الشوك المرصود لنا على طول الطريق الذي نسلكه ويحاولون اعاقة حركتنا حتى لا نصل لهدفنا، فلو استمعنا لهم لما وجدنا طريقًا نسير فيه وكنا للفشل أفرب من النجاح، ولا يخلو درب من دروب الحياة لمثل هؤلاء الأعداء فلا نلتفت لهم ونضرب الطريق بقوة حتى نصل لهدفنا وغايتنا.
4- الشجاعة:
النجاح يحتاج لأشخاص شجعان يخوضون غمار الحياة بقلب قوي وثقة بالنفس وروح محارب قوية لا يحيد نظرها عن هدفها ايمانها بالله وثقتها بنفسها سلاح في يد أعدائهم، لا يخشون الصعاب يعلمون جيدًا أن الوصول للهدف ليس مفروش بالورود وأن الصعود للقمة هو عكس الجاذبيه، يجب عليه التماسك حتى لا يسقط في الهاوية ويسخر جرأته وقوته لتحقيق حلمه، يجب عليه تحمل الصعاب مهما كان حلمه كبير وسيصل للمقدمة، فالنجاح يضيع مرارة التعب ولتعلم جيدًا أن من أراد أن يعيش تحت الشمس فليتحمل لسعاتها فالنجاح له طعم خاص عليك الفوز به.
يمكنك قراءة ايضا : كيف تفكر بطريقة صحيحة