السماء تمطر عناكب فى استراليا
تخيل انك استقظيت صباح احد الايام وقد وجدت العناكب تحيط بك فى كل مكان وخيوطها تغطى كل شئ يبدو حقا شئ مخيفا هذا ليس مشهد سينمائى من احد افلام الرعب ولكن هذا ما حدث بالفعل فى بلدة جولبورن فى استراليا ففي ظاهرة غريبة جدا أمطرت السماء عناكب، مما حول حياة سكان المدينة الأسترالية إلى كابوس يومى، بسبب تعرضهم لهجوم عنيف من قبل العناكب الصغيرة القادمة من السماء.
العناكب غطت المنطقة بأكملها، وقد عبر أحد السكان عن قلقهم وانزعاجهم من كمية العناكب التي تهاجمهم، فقال “نحن محتجزون في منازلنا خوفًا من أن تلتصق العناكب بنا”، بينما قال اخر: “إن كل المنطقة مغطاة بالعناكب، فعندما نظرت للشمس كانت شبيهة بالنفق المليء ببيت العناكب، إنه لشيء مزعج حقا، حينما لا تستطيع الذهاب خارج المنطقة دون أن تلتصق بك الآلاف من بيوت العناكب”.
وأثارت الظاهرة العجيبة التي عرفتها المدينة الهادئة في السنوات الماضية لكن ليس بنفس الحدة، فزعا وسط سكانها حسبما نقلته وسائل إعلام محلية، وما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي من صور وفيديوهات تظهر ملايين العناكب حيث وصفها البعض بـ”فيلم رعب مخيف “وآخرون اعتبروها صورا من عالم آخر، بينما أطلق عليها البعض الآخر تسمية فيلم سينمائي”بيبي سبيدرمان” (أطفال العنكبوت).
تلك الظاهرة تسمى هجرة العناكب أو التضخم وهى ليست غريبة على أستراليا وفي بعض البلدان الأخرى، فهو منظر مألوف بالنسبة لسكان بعض المناطق في أستراليا، فالمنطقة تشهد هجرة كبيرة للعناكب الصغيرة من منطقةٍ أخرى خلال شهر مايو أو أغسطس مباشرة بعد هطول الأمطار، حيث يمكنها أن تغطية مناطق بأكملها، وتظهر خيوطها واضحة مع شعاع الشمس، وهذا ما يجعلها تصطدم بسكان المنطقة، فمن المعروف أن تلك الحشرات تنتقل من على أسطح النباتات والأشجار مستخدمة بذلك شباكها كمظلات للهبوط بسلام.
ويقول عالم الآثار المتقاعد ريك فيتر ان ظاهرة المناطيد غير مألوفة في العديد من العناكب. وأضاف ان العناكب تتسلق إلى أماكن عالية بقدر الامكان ثم تقف على رجليها وترفع بطنها لإفراز العديد من خيوطها الحريرية في الهواء على شكل ثلاثي يشبه مظلات الباراشوت وتقذف فيحملها خيط الحرير كالمناطيد في الهواء بعيدا بمئات الأميال إلى مناطق جديدة وهذا ما يحدث من حولنا في كل وقت ولكن لا نلاحظ هذا لأنهم لا يفعلونها فى نفس الوقت وفى نفس المكان ولكن ما حدث في بلدة غولبورن أن ملاين من العناكب قامت بها في نفس الوقت ونقلها الهواء على السكان وهى تعتبر نوع من أنواع الهجرات الجماعية.
وخلال هذه الرحلة تموت الغالبية العظمى من هذه العناكب جراء الظروف المناخية القاسية، أو تؤكل من قبل الحيوانات المفترسة. ولكن جزء صغير منها يبقى على قيد الحياة لإقامة مستعمرة جديدة، وبمجرد الهبوط تختفي العناكب في باطن الأرض، فيما تتحلل شباكها الغنية بالبروتين، ولا تترك أي أثر للهجرة وكأن شيئا لم يحدث.
ووفقا لروب بينيت، وهو باحث في علم الحشرات بمتحف كولومبيا البريطانية في فيكتوريا، فإن الأسباب التي تدفع العناكب للهجرة غير واضحة ولكنه يرجح السبب إلى الأمطار الغزيرة.
هجرة العناكب (التضخم) ليست حصرية في أستراليا، إذ تحدث أيضا في نصف الكرة الشمالي حيث رصدت مشاهد مماثلة في الولايات المتحدة وبريطانيا.