طرواده هى قصه قديمة حكاها لنا الشاعر الأعمى (هوميروس) أو هومر من خلال ما يعرف باسم (الألياذه والأوديسيه).
أحداث مثيرة وعجيبة حدثت في حرب طرواده:
طرواده هى مدينة قديمه تقع فى منطقة الأناضول في الشمال الغربي لتركيا حاليا، وقد حكى عنها كثير من المؤرخين وليس لها مصدر مؤكد الا من خلال الالياذه والأويسيه.
وأيضًا هيردوت ذلك المؤرخ ولكن نسبة الصدق فيها ضعيفه واستحوذت تلك الالياذه على الكثير من الخيال وظلت هكذا إلى وقت قريب.
فمنذ حوالى 100 عام وجدت بعض النقوش والحفريات التي دعمت بعض القصص التي وردت بها الإ انها مازالت بها الكثير من الخيال.
والإلياذة هما ملحمتان عظيمتان درات فيهما حرب عظيمه واعتمدت تلك الحرب على الخدعة أكثر منها اعتماداً على قوة السلاح والعتاد.
لأن تلك المدينة كانت قوية الحصون فلا يسقطها إلا الخدعة وكانت أشهر تلك الخدع حصان طروادة والذي أصبح رمز لأشياء كثيره بعد ذلك، وهو الذي نسجت حوله أغلب تلك الأسطوره.
سبب حرب طروادة:
أما عن سبب تلك الحرب قال البعض أنه بسبب اختطاف هلين واغتصابها وتبعت تلك القصة بقصه أخرى وهو زواج بيليس وثيتس وذلك عندما أعطاهم إريس تفاحه ذهبيه فتشاجرت الألهه هيرا وأثينا، وافروديت عليها فقرر امير طرواده أن إفروديت هى أجملهم (وكانت إفروديت هى إله الحب عن الإغريق القدماء) فأصبحت هيرا وأثينا منذ ذلك الحين أعداء لطروادة.
والأساطير التي وردت عن هيلين كانت متناقضة أنها كان أجمل نساء العالم وكانت تعرف (هيلين اسبارتا) في ذلك الوقت وكانت صغيره جدا بالسن وكان زوجها مينليوس وقد اختطفت من قبل الأمير باريس مما أدى إلى نشوب تللك الحرب.
أما الشاعر فرجيل وهو ممن كتب أيضًا عن تلك الملحمه أن هيلين في شبابها قد تنافس الخطاب عليها وكان من الطقوس أن من يفوز بخطبتها سيقدم له باقي الخاطبين مساعدات تعبنهم على الحرب ولم يوضح فى تللك الأسطوره إذا كن خروجها مع باريس هو هروب أم إختطاف .
أما هيردوت فقد اظهر هيلين بالفتاه الحزينة ولكن سبب حزنها هو بعدها عن زوجها وندمها على خروجها مع باريس وترك زوجها.
تفاصيل حول خطف هيلين:
وكان اختطاف هيلين هو من جعل زوج هيلين يقنع شقيقه اجاممنون أن يخوض تلك الحرب الطويلة القاسية وقام بحمله لإنقاذها وكان معه مجموعة من المحاربين الشجعان وأسطول من ألف سفينة واستمر حصار تلك المدينه عشر سنوات وكان أخيل على وشك الفوز ولكن حوصرت المدينة بشده والسهام قد أطلقت من ابولو بكثرة فأصابت كعبه الضعيف فقتلته وهنا مات الاغريقيين.
حصان طرواده الشهير:
ولما امتنعت المدينة على اليونانيين لجؤا للحيلة والخدعة فقام الجيش يالإنسحاب، وذهبوا خارج معسكرهم حتى اختفوا تمامًا عن أعين الأعداء متظاهرين بالإنسحاب والإستسلام وتركوا لهم خارج أسوار المدينة حصان خشبي عظيم كهدية لهم وهو (حصان طرواده) الشهير ، وهو حصان ضخم يصل وزنه لحوالى تلاثون طنًا.
وقد أحضر أوديسيوس لصناعته أمهر النجاريين وهو أجوف من الداخل حتى يتسع لأوديسيوس ومن معه من الجنود المهرة، ودخل أوديسيوس فيه ولإستكمال الخدعه جاؤا ( بسينون) وهو أحد جنودهم.
وذهب إليهم يبكى ويئن وتظاهر بأنه لم يعد يونانيا بسبب ما لحق به من اليونانيين هناك وقال لهم: أنه تم سرقة تمثال من قبل الجنود فغضبت الألهه غضبا شديدًا وأنه لن يسكن غضبها إلا إذا قدموا لها بعض القرابين فاختاروا سينون وبعض الفقراء كقربان للالهه حتى يسكن غضبها ولكنه في جوف الليل هرب في غفله من الجنود وإختباء في الأهوار فتعاطفوا معه وجلبوا له الطعام والشراب.
وهنا أخذ سينون يشرح لهم كيف هو الحصان العظيم وكيفية صناعته بشكل جعلهم ينبهروا منه ولايفتشوا فيه حتى لا يكشف أمر الجنود الذين هم بداخله.
تدخلات الكاهن في أحداث حرب طرواده
لكن الكاهن لاكون كان حذرهم من قبول هذا الحصان لإعتباره نذير شؤم على البلاد فلم يستمعوا لنصحه فذهب إلى المذبح ليصلى طلبا للنجاة فخرج عليه ثعبانان بحريان كبيران لإسكاته.
فقبلوا الهدية وقاموا بسحب الحصان للداخل لكنه كان ضخم جدا فقاموا بتكسير جزء من أسوار وبوابات المدينة لإدخاله واعتبروا هذا الحصان دليل النصر واقاموا الإحتفالات بالمدينة ووضع الجنود أسلحتهم وتركوا حذرهم وذهب الجميع للاحتفال.
وعندما جن الليل دخل اليونانيين في مجموعات صغيرة وإختبؤا بالبيوت وخرجت مجموعة الشجعان التي كانت بداخل الحصان وفتحوا المدينه للجنود وعندما دخلوا جميعا عملوا فيهم السيف وقتلوهم بلا رحمه ولا هوادة قتلوا النساء والشيوخ.
واستبوا الأطفال وحرقوا المدينة ولم يتركوا حجر على حجر وقتلوا الملك بريام ومعه الكثير من أمراء طرواده بإستثناء الأمير آنينيس الذى ساعدته والدته (أفروديت) وهى الاله الوحيد الذى ساعد طرواده فى هذا اليوم العصيب.
ركضت جميع احصنة طروادة من أجل الحفاظ على حياتهم بينما آينيس هرب من البلاد المشتعلة وهو يحمل والده على ظهره لأنه قد أصيب بشلل في قدمه ومعه ابنه أما زوجته فكانت على عجل بجانبهم لكنها لم تنجو فحزن من أجلها حزنا شديدا وقد قطعت رجلى آينيس ولكنه عاش بعد ذلك عمرا طويلا وذهب إلى إيطاليا وبنى مملكته الجديدة.
وهكذا انتهت طروادة تلك النهاية المأساوية بعد حصار طويل تحت ألسنة النيران والقتل والإستعباد وكانت الفرصة أمام الناجين من اليونانيين ضيئلة وذلك بسبب غضب الألهه عليهم بسبب التدنيس في البلاد.
فنرى ماحكته لنا الأساطير والنقوش عن نهاية كل واحد منهم :
بعد أن قتل اخيل البطل الحقيقى للإغريق جاء ابنه وقتل ملك طروادة والذي كان يحمى ابنه، أما الأميرة كاساندرا حاولت الحمايه بألهة أثينا ولكن تم جرها بعيد من قبل أجاكس وذلك لإغتصابها لأنه من الواضح أنه لا يحترم الألهه.
ونجد أن أجاممنون أن زوجته قد أرادت الإنتفام منه بسبب موت ابنتها في بداية الحرب فاتخذت من ابن عم اجاممنون صديقا وحبيبًا لها واستغل ابن عمه رغبة زوجته لينتقم هو الأخر منه بسبب أن والد أجاممنون قد قتل أشقاءه فقتله في سريره (كما ورد في الرسم والنقوش التى عثر عليها).
وكان لأجاممنون وزوجته ولد (أوربيستيس)، فقامت زوجته بإبعاد ابنها حتى يتسنى لها الإنتقام من زوجها هى وعشيقها ولا يتدخل ابنها في التأر من والده، ولكن عندما علم أوربيستيس بقتل والده عاد للإنتقام من أمه وعشيقها وقام بقتل امه قتلة بشعة على الرغم من توسولاتها له إلا أنه قام بتقطيع اعضائها التناسليه بالفأس وتناثر دمائها مما جعل الإله (الفوريس) يغضب ويحكم بتعذيبه ومحاكمته ولكنه قد أُقنع بالسفر بعيدا حتى لا يحاكم فعزم السفر إلى (بلاد القرم حاليا) وفي أثناء السفر يتم القبض عليه ويقدم كقربان للألهه ولكن بعد ذلك يلتقى مع كبار الكهنه ويجد ان أخته قد تم إنقاذها ويتم العفو عنه ويعود مع أخته إلى اليونان.
أما أوديسيوس فقد استغرقت عودته لموطنه عشرة سنوات اخرى وقد حكى هومر عنه اساطير أخرى وعن المخلوقات العجيبه ووحوش ومخلوقات سحرية التي قابلته في رحلة العودة ولكن يعتقد أنها أشياء من خيال الشاعر وليست حقيقية. فمنها : أنه اثناء ودته في جزيرة كالبيسو وجد حورية جميلة فمكث معاها سبع سنوات ولكن الألهه تدخلت لتسمح له بمغادرة البلدة لأنه يجب ان يكون في ايثاكا ويغادر ويكاد ان يغرق بسبب غضب الألهه ولكنه يستطيع النجاة وبعد معاناة يعود ليجد زوجته الوفية بإنتظاره.
أما هيلين ومينيلوس فقد هم زوجها ليقتلها لإعتقاده أنها خانته ولكنه يجدها أنها مازالت الأجمل على الإطلاق فيعدل عن قتلها ويرجعها إليه لتعود معه إلى اليونان، أما هيوميروس ذلك الشاعر الأعمى فقد أصبح فقيرا متسولا.