عام ومتنوع

ما هي حساسية اللاكتوز واعراضها ؟

تعنى حساسية اللاكتوز أن جسم الإنسان يعاني من صعوبة في عملية هضم سكر الحليب “اللاكتوز”، وهو عبارة عن سكر طبيعي يوجد في الحليب ومشتقاته المتنوعة، تظهر المشكلة عند وصول سكر اللاكتوز خلال عملية الهضم للأمعاء الغليظة دون أن يتم هضمه بشكل جيد، فتظهر بعض الأعراض التي تتنوع ما بين مشكلة الغازات وغيرها، تظهر هذه المشكلة لدى الكبار ويتم التعامل معها بصورة جيدة، بعض الدراسات الحديثة تقول أن لها علاقة بالعرق ويتم انتقالها وراثيًا؛ حيث أنه قد لوحظ أنها منتشرة بين الأفارقة من أصحاب البشرة الداكنة، واللاتينيين، والآسيويين، ومن أهم التحديات التي يواجهها الشخص الذي يعاني من حساسية اللاكتوز هي كيفية تنظيم وجباته الغذائية دون أن يتعرض لأعراض جانبية ليست محبذة، مع ضمان تناول نسبة كافية من الكالسيوم للحفاظ على صحة وقوة العظام، نوضح في مقال اليوم ماهي حساسية اللاكتوز واعراضها.

ماهي حساسية اللاكتوز واعراضها

أعراض حساسية اللاكتوز

عادة ما تبدأ أعراض حساسية اللاكتوز بعد مرور  30 دقيقة إلى ساعتين من استهلاك الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على اللاكتوز، تتمثل أهم الأعراض والعلامات الشائعة فيما يلي:

  • معاناة الشخص من الإسهال.
  • الشعور بالغثيان، وأحيانًا القيء.
  • معاناة الشخص من تشنجات البطن.
  • معاناة الشخص من انتفاخ البطن، والغازات.

أسباب وعوامل خطر حساسية اللاكتوز

– تنشأ حساسية اللاكتوز عندما لا تقوم الأمعاء الدقيقة بإنتاج نسبة كافية من انزيم “اللاكتاز”؛ حيث أن الجسم يحتاج إلى هذا الإنزيم من أجل هضم وتحليل المواد السكرية، والكربوهيدرات التي توجد في الحليب ومشتقاته المختلفة.

– تعد ظاهرة حساسية اللاكتوز ظاهرة وراثية و تبدأ أول أعراضها في الظهور عند سن الشباب، أو سن المراهقة، معظم الأشخاص الذين يعانون من ذلك النوع من حساسية اللاكتوز يمكنهم تناول كميات قليلة من الحليب دون أن تبدو عليهم أي أعراض جانبية.

– قد لا تقوم الأمعاء الدقيقة بإنتاج إنزيم اللاكتاز في بعض الحالات بعد الإصابة بأحد الأمراض مثل: التهاب المعدة والأمعاء، أو بسبب إصابة الشخص بمرض طويل المدى مثل: مرض التليف الكيسي، أو بعد إجراء عملية جراحية ليتم استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة، وفي تلك الحالات قد تكون المشكلة مزمنة وطويلة المدى أو قد تكون مؤقتة.

– في بعض الحالات النادرة يولد أطفال لديهم مشكلة حساسية اللاكتوز، والشخص الذي يعاني من مشكلة حساسية اللاكتوز منذ ولادته لا يستطيع أن يتناول الحليب ومشتقاته إطلاقًا.

– في بعض الأحيان قد يعاني المواليد الخدّج من مشكلة الحساسية المؤقتة للاكتوز، وهذا بسبب أن أجسامهم تكون مازالت غير قادرة على إنتاج إنزيم اللاكتاز، وفي هذه الحالة فإنه عندما يبدأ جسم الطفل في إنتاج إنزيم اللاكتاز سوف تختفى حساسية اللاكتوز لديه.

ما هي حساسية اللاكتوز واعراضها ؟

تشخيص حساسية اللاكتوز

قد يشتبه الطبيب المعالج في حساسية اللاكتوز حسب الأعراض ومدى استجابة الشخص لتقليل نسبة منتجات الألبان في نظامه الغذائي، يمكن أن يقوم الطبيب المتابع للحالة بتأكيد التشخيص عن طريق إجراء واحد أو أكثر من بين الاختبارات الأتية:

1- اختبار تحمل اللاكتوز

اختبار تحمل اللاكتوز هو اختبار يقيس مستوى تفاعل جسم الشخص مع سائل يحتوي على نسبة كبيرة من اللاكتوز بعد مرور ساعتين من تناول هذا السائل، سوف يخضع الشخص إلى اختبارات الدم من أجل قياس كمية الجلوكوز الموجودة في مجرى الدم، في حالة إثبات الاختبار عدم وجود ارتفاع في مستوى الجلوكوز في الدم، فإن ذلك الأمر يدل على عدم قيام جسم الشخص بهضم وامتصاص السائل الغني باللاكتوز بالشكل الصحيح.

2- اختبار تنفس الهيدروجين

هذا الاختبار يتطلب تناول سائل يحتوي على كمية كبيرة من اللاكتوز ثم يقوم الطبيب المتابع لحالة المريض بقياس نسبة الهيدروجين في النفس خلال فترات منتظمة سوف نجد أنه في الحالات الطبيعية، سيتم اكتشاف نسبة ضئيلة جدًا من الهيدروجين، في حالة عدم قيام الجسم بهضم اللاكتوز فإنه سوف يتخمر داخل القولون ويقوم بإطلاق الهيدروجين وبعض الغازات الأخرى يتم امتصاصها عن طريق الأمعاء لتخرج في نهاية المطاف مع هواء الزفير، تدل الكميات الكبيرة بصورة تفوق المعتاد من غاز الهيدروجين الذي يخرج مع هواء الزفير والتي تقاس أثناء اختبار التنفس على أنه لم يتم هضم وامتصاص اللاكتوز بشكل كامل.

3- اختبار حموضة البراز

بالنسبة للأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين لا يمكن خضوعهم للاختبارات الأخرى، يتم استخدام اختبار حموضة البراز؛ حيث أنه ينتج عن تخمر اللاكتوز الغير مهضوم حمض لاكتيكي وبعض الأحماض الأخرى التي يمكن أن يتم اكتشافها في عينة البراز.

 علاج حساسية اللاكتوز

– في حالة الطفل الرضيع يجب أن يتم التوقف عن إرضاع الطفل رضاعة طبيعية، سوف يصف الطبيب نوع لبن صناعي خاص لا يحتوي على اللاكتوز، سوف تحرص الأم كلما كبر طفلها على نوعيات غذائه، هناك رأي يقول أن الأم المرضع يمكن أن تستمر في إرضاع مولودها مع توقفها هي عن استهلاك منتجات الألبان، فيجب أن تقوم باستشارة الطبيب في ذلك الأمر.

– في حالة الكبار ليس هناك دواء يتم استخدامه في معالجة مشكلة حساسية اللاكتوز، لكن يمكن أن يتم تخفيف الأعراض الجانبية التي تصاحبها عن طريق التقليل من تناول الحليب ومشتقاته أو الامتناع عن تناولها مطلقًا، هناك بعض الأشخاص الذين يتم تشخيص حالتهم بحساسية اللاكتوز يختارون أن يتناولوا المنتجات المحتوية على نسبة قليلة من اللاكتوز، أو أن يقوموا بتناول منتجات بديلة على أساس الصويا، مثل أجبان الصويا أو حليب الصويا.

– يستطيع بعض الأشخاص الذين يعانون من مشكلة حساسية اللاكتوز أن يقوموا بتناول اللبن (الزبادي) دون أية مشكلة تذكر خاصةً اللبن الغني بالبروبيوتيك، كما يمكن تناول مضافات غذائية تحتوي على إنزيم اللاكتاز، وذلك للمساعدة في عملية هضم سكر اللاكتوز وتحليله.

– مع مرور الوقت فإن الأشخاص الذين يعانون من مشكلة حساسية اللاكتوز سوف يعتادون على الأمر ويتعرفون بصورة أدق على أجسامهم وعلى مقدرتها على مواجهة تلك الظاهرة وذلك لمنع ظهور الأعراض المزعجة التي تصاحبها، واتباع بعض العادات التي تساعدهم على التخلص أو التقليل من مشكلة الغازات، وغيرها من الأعراض الأخرى. 

– أحد أكثر الأمور التي تسبب القلق للأشخاص الذين يعانون من مشكلة حساسية اللاكتوز هو الحفاظ على نظام غذائي غني بما يكفي لتعويض ما ينقص جسم الشخص من المركبات الغذائية التي توجد في الحليب ومشتقاته المختلفة وخاصةً عنصر الكالسيوم؛ حيث أن عنصر الكالسيوم هو أحد المركبات الغذائية الهامة والحيوية جدًا بالنسبة للأطفال، الشباب، السيدات الحوامل، والسيدات في مرحلة سن اليأس “فترة انقطاع الطمث”. 

– هناك الكثير من المنتجات الغذائية الغنية بعنصر الكالسيوم منها ما يلي: البروكلي، البامية، اللفت، وعدد من أنواع الملفوف، التونا، السلمون، أسماك السردين المعلّبة، العصائر التي تحتوي على عنصر الكالسيوم، والحبوب الكاملة، منتجات الصويا التي تحتوي على عنصر الكالسيوم مثل: حليب الصويا، فول الصويا، التوفو (نوع من الجبن)، اللوز.

– تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم الناس لا يقومون باستهلاك نسبة كافية من الكالسيوم؛ حتى إذا كانوا قادرين على استهلاك الحليب ومشتقاته المختلفة، من أجل استكمال النسبة اللازمة من عنصر الكالسيوم، يمكن استهلاك المضافات الغذائية الغنية بعنصر الكالسيوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى