الابن هو أهم ممتلكاتك وأغلاها على الإطلاق والذي لا يمكنك استبدالها بشيء آخر ولا تعوض خسارته ما حييت ، عندما تجلس مع ابنك وتحكي معه وتتناقش في أمر ما سواء يخصك أو يخصه.
وتجد أن ابنك لديه فكر يحترم والحوار معه بناء فتشعر براحه مطلقة وأن ثمرة مجهود سنين قد أثمرت.
وقد حان الوقت أن تسند ظهرك إليه وأنت هانيء قرير العين ، وأيضا محادثتك مع ابنك سواء في أمور جد أو غير ذلك تعطيه ثقة بنفسه والقدرة على مواجهة الحياة وهو واثق الخطى معتد برأيه لا يتأثر بالآراء الهدامة التي تتواجد اينما التفت.
ولأن تصل لمرحلة النضج في المعاملة تلك مع ابنك فإنك يجب أن تتدرج في معاملتك مع ابنك منذ الطفولة حتى أنه إذا ما وصل إلي مرحلة المراهقة فيساعده هذا التدرج في أن تمر تلك المرحلة بسلام دون أي كسر يترك آثر سلبي يعاني منه طول العمر وربما إذا لم نعي نحن الآباء تأثير تلك المرحلة علينا جميعا فلربما أصابته بتشوهات نفسيه يكون لها عواقب وخيمة علي الأسرة بأكملها.
ما هي مرحلة المراهقة؟
نتعرف على ماهية المراهقة حتي نستطيع التعامل معها. في البداية يجب أن نقر أننا مادمنا نطلق عليها مرحلة إذا أنها فترة مؤقتة تنقلنا من شيء لشيء ، وما دمنا ننتقل فيجب أن نقابل بعض العقبات سواء خفية أو ظاهرة قوية أو ضعيفة التي يجب أن تزال أو تذلل بحكمة وهذه هي طبيعة أي انتقال في الحياة.
متى تبدأ مرحلة المراهقة ؟
حددها علماء النفس ممكن أن تبدأ عند سن الثانية أو الثالثة عشرة و ربما تصل حتى سن الواحد والعشرون ويكون قد وصل لمرحلة النضوح.
وقد اتهم علماء النفس أن الدين الإسلامى لا يعترف بالمراهقه ولكن النبي محمد قال : “لاعب ابنك سبع ، وأدبه سبع ، وصاحبه سبع ، ثم اترك الحبل على الغارب ” فنجد أن الإسلام قد أقر مرحلة البلوغ وأقر بمصاحبة الطفل ومصاحبته كصديق عند بلوغ سن الرابعه عشر.
ماهي أهم سمات فترة المراهقة؟
يبدأ الشاب في تلك المرحلة المحاولة من التخلص من قيود الطفل فهو يرى نفسه ليس بطفل والأبوان مازالوا لا يستوعبون أنه يريد أن يبدل ثوب الطفل بثوب أخر بثوب رجل لكن من اختياره دون أن يتدخل أخد في اختياره ، وترى أن مزاجه وميوله تغيرت تجاه أشياء يحبها أو يكرهها ، أصبحت العاطفة لدية شديدة ، ويميل إلى الجنس الأخر وهذه غريزة طبيعية وليست شيء غير محبب ، أصبح الحس لديه نحو الأحداث عالي ، لدية رغبه ملحة في تعلم المهارات وأن يصبح أفضل ، يريد تحمل مسؤليات كبيرة فجأة ويريد التملص منها فجأة ، يمر بتغيرات فسيولوجية واضحة تجعله يثور لأتفه الأسباب وربما حد الصراخ ، يحب أن يخرج كثيرا من البيت ويكون مع رفاقة لأنه المكان الذي يكون له شخصيته الطبيعية فيه.
إذا ماذا أفعل إذا وجدت ببيتي مراهق؟
أولا :
أعزائى الأبوان لن تستيقظا بين عشية وضحاها تجدي أن ابنك فجأة قد بلغ وأنكما أمام شاب ويحب أن تتصرفا معه ، لا بل هذا ابنكما انعكاس لصورتكما في شخصه مع اختلاف بسيط.
ثانيا:
يجب استعمال التجرد بينكما بمعنى : لايوجد بينك وبين ابنك حاجز فالعلاقة يجب أن تزال منها أي حواجز ولا أتفق مع مصطلح “حاجز الإحترام” وانما يجب أن يربط الإحترام بينكما ويزيد لغة الحوار بينكما أدببًا وأن تجرد ابنك من حاجز الخجل الذى سيضطر معه أن يخفي عنك أشياء لا يوضحها له أحد غيرك وإلا فإنه سيضطر إلي معرفتها من أحد غيرك وربما تكون صواب أو خطأ.
ثالثا:
يجب أن يكون الحوار بينك وبين طفلك مفتوح حتي يستمع لك ويتقبل النصح ولا تلقي له النصح هكذا مجرد وإنما احكي معه وقص عليه تجاربك وانت في مثل سنه ، لانه في تلك المرحله لايطيق الأوامر كما قال دكتور راتب النابلسي : “أنك إن عاملته كطفل لا يطيق وإن عاملته كرجل خذلك”.
فالمعادلة صعبة تحتاج منك لذكاء وحكمة فيجب عليك منذ البداية أن يكون هناك حوار مشترك بينك وبين ابنك ، وأن تقص عليه كثير من المواقف التي حدثت معك حتي يأخذ من خبرتك فمن السهل عليك أن تصرخ بوجهه وتكيل له الإهانات حتي ينصاع لأوامرك .
بالفعل سيفعل ما تأمره به ولكن عزيزي الأب سيسمع كلامك مره ويخفي عنك الحقيقة ألف وبمجرد أن يشعر أنه صاحب رأي ومال لن يترك لك الخيار بل سيقوم بتقليدك والصراخ بوجهك فما هم إلا مرآه عاكسة لتصرفاتك عزيزي.
رابعا:
المصاحبة : كما أمرنا الإسلام بمصاحبة الطفل فإن ابنك عندما يبلغ من العمر أربعة عشر عاما فإنه يكون قد قطع شوطا من التعليم بين يديك وقد سقيته من كأسك حتى اكتفي لكنك لم تكتفي وترى أنك مازلت معك مايمكنك تقديمه له وذلك من حرصك عليه ولكن هنا عزيزى الأب يجب أن تختلف طريقة عطائك معه حتي لا يختنق منك.
حان الوقت لتأخده من يده لتقدمه للحياه فهو عطش لينهل من تجاربها قدمه للحياه وأنت بظهره تسنده ولست بجانبه لأنه يجب أن يسير هذا المشوار بمفرده أو أن يشعر أنه بمفرده اعطيه الثقة وانت تراقبه وهو لا يشعر ، فإذا كنت أنت صديقه سيعود إليك ليسألك ويقتنع برأيك دون تعب منك.
ولا نقول أن مصاحبة ابنك المراهق السهل عليك فعلها فإنه يعاني منها أكثر الرجال حكمه وأكبر الأحصائين النفسيين ، فالمطلوب منك التعلم كيف تعامله حتى لا تخسره ، فيحكي أب أنه كان يذهب بابنه للصلاه في المسجد ولا يصلي بالمسجد القريب حتي يعطي لابنه المساحة حتى يحكي له ولا يلح عليه بأسئلة معينه ويضحك معه ويلقي عليه النكات التي يضحكون عليها معا يقول كنت أحس بسعاده عندما أرى عينيه مملوءة بالضحك وتلمع بالفرحه.
يقول أن ابنه كان يحكي معه في كل شيء حتى أنه عندما كبر الولد أصبح يفاتحه ويسأله في أشياء يستحي من هم في مثل سنه أن يتحدث فيها أمام والديه. وتحكي أم قد وصلت من الشهرة والمكانه الإجتماعية كثيرا وتقول تربيتي لبناتي هي نجاحى فهي تجلس مع ابنتها وتعملها أمور المنزل وصناعة الحلوى وتقول أعد بنتي لتكون زوجة صالحة هو مقياس نجاحي.
فالمراهق في تلك المرحلة مفعم بالحيوية عنده الرغبة في الإنطلاق في جميع الإتجاهات حتى وإن كان لم يحدد هدفه في الحياة بعد ، حساسيته عالية تجاه كل الأمور وأيضا يتشكك في كل شيء فيجب عليك استغلال هذه البادرة المغلفة بالشك وحاول توجيهه نحو الطريق الصحيح بحذر ، لأن ابنك دائما يتشكك بثقتك فيه أن آراءه مثلًا خطأ.
أو أنك لا ترتاح لاختيار أصدقائه مثلًا ، أو أنه لا يجيد التخطيط لمستقبلة ، وأيضا لديه حساسية لأمور قد تراها أنت تافهه كأسلوب حوارك معه أمام أصدقائه أو حوارك ومناقشتك لأصدقائة فتراه يحرج من بعض كلماتك و يتهمك أنك من جيل غير جيله وأنكم تختلفان تماما عن بعضكما أو يخفي عنك أرقام هواتف أصدقائه.
فيجب عليك عزيزي الأب أن تدخل عالم ابنك بروية وبقدر ما تعطيه من الثقة والحرية في التعامل بقدر ما سيثق فيك هو أيضا كن معه فنان في المعاملة كن له صديق كن له المعلم المحبوب.