تعرف على أسباب الوسواس القهري وأعراضه وعلاجه

0 798

الوسواس القهري هو أحد أنواع الإضطرابات المتعلقة بالقلق والتي تسبب مخاوف وأفكار غير منطقية تؤدي تصرفات قهرية، أحيانًا يكون الأشخاص المصابين بالوسواس القهري على وعي بأن التصرفات التي يقومون بها غير منطقية، وقد يحاولون تغييرها أو تجاهلها، ولكن تلك المحاولات قد تزيد من القلق أكثر، وأحيانًا قد يتمحور الوسواس القهري في موضوع معين مثل: الخوف من عدوى الجراثيم، أو الفحص، أو النظام، وغيرها، نوضح في مقال اليوم تعرف على أسباب الوسواس القهري وأعراضه وعلاجه.

تعرف على أسباب الوسواس القهري وأعراضه وعلاجه

أولاً: أسباب الوسواس القهري

ليس هناك سبب واضح لاضطراب الوسواس القهري، لكن هناك بعض العوامل المحتملة المسببة للوسواس القهري تتمثل في الأتي:

* عوامل بيولوجية :

يوجد بعض الدلائل التي تشير إلى أن الوسواس القهري يحدث بسبب تغير كيميائي في جسم المصاب أو في أداء مخه، كما يوجد أدلة تشير إلى أن الوسواس القهري قد يكون بسبب عوامل وراثية معينة، لكن إلى الآن لم يتم تحديد الجينات المسؤولة عن الوسواس القهري.

* عوامل بيئية :

هناك اعتقاد من بعض الباحثين أن الوسواس القهري يحدث بسبب تصرفات وعادات مكتسبة مع الوقت.

* قلة مستوى مادة السيروتونين :

السيروتونين هي عبارة عن أحد المواد الكيميائية الهامة لعمل الدماغ، وفي حالة إذا كان مستوى هذه المادة غير كاف، فيحتمل أن يساهم ذلك في حدوث الوسواس القهري.

قد أظهرت بعض الأبحاث التي تم خلالها إجراء مقارنات بين صور لعدد من أدمغة أشخاص مصابين بالوسواس القهري، وبين أدمغة أشخاص غير مصابين، أن هناك فرق في نمط عمل الدماغ لكلتا الحالتين، كما تبين أن أعراض الوسواس القهري تخف حدتها عند الأشخاص المصابين به ويتعاطون أدوية ترفع فاعلية مادة السيروتونين.

* الجراثيم العقدية في الحنجرة

هناك أبحاث أشارت إلى أن الوسواس القهري قد تطور عند أطفال معينين بعد إصابتهم بالتهاب الحلق الناتج عن الجراثيم العقدية بالحنجرة، ولكن انقسمت الآراء حول مصداقية تلك الأبحاث حيث يجب تدعيمها بالمزيد من الأدلة.

* هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهرية، هي الأتي:

– الأحداث الحياتية التي تسبب الضغط النفسي؛ فإذا كان الشخص قد تعرض لحادث مؤلم أو سبب له ضغط نفسي، فقد يزيد ذلك من خطر إصابته بالوسواس القهري.

– التاريخ العائلي حيث أن إصابة أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة بالوسواس القهري قد تزيد من فرصة إصابة الشخص بالوسواس القهري.

– اضطرابات الصحة النفسية الأخرى قد يكون هناك ارتباط بين الوسواس القهري وبين اضطرابات الصحة النفسية الأخرى مثل: الإكتئاب، أو القلق، أو تعاطي المخدرات والكحوليات، وغيرها.

ثانياً: أعراض الوسواس القهري

هناك نوعين من الأعراض المصاحبة لاضطراب الوسواس القهري وهي: الأعراض الوسواسية والأعراض القهرية، سوف نتعرف فيما يلي على هذين النوعين من الأعراض:

1- أعراض الوسواس القهري الوسواسية

– أعراض الوسواس القهري الوسواسية هي عبارة عن تخيلات وأفكار متكررة، عنيدة وغير إرادية تتسم افتقارها لأي منطق، تلك الوساوس عادةً ما تثير الضيق والإزعاج عند محاولة توجيه الفكر إلى أمور أخرى.

– بشكل عام تتمحور هذه الوساوس حول موضوع معين مثل الأتي: الخوف من التلوث والاتساخ، الحاجة إلى التناظر والترتيب، الشعور برغبات عدوانية جامحة، تخيلات وأفكار متعلقة بالجنس، تتمثل أعراض الوسواس القهري الوسواسية في الآتي:

الخوف من الإصابة بالعدوى بسبب مصافحة الآخرين، أو لمس أشياء قد تم لمسها من قبل أشخاص آخرين من قبل.
الشعور بضائقة شديدة في الأوقات التي تكون فيها الأشياء غير مرتبة كما يجب، أو عدم اتجاهها في الإتجاه الصحيح.
أفكار حول التسبب في أذى أشخاص آخرين في حادثة طرق.
الرغبة في الصراخ الشديد في أوقات غير مناسبة.
الإمتناع عن الأوضاع المثيرة للوسواس مثل: المصافحة مثلًا.
الإصابة بالتهاب الجلد بسبب القيام بغسل اليدين بوتيرة عالية.
الصلع الموضعي، أو تساقط الشعر، بسبب نتف الشعر.
الإصابة بندب جلدية بسبب المعالجة المفرطة لها.
شكوك حول إطفاء الفرن أو قفل الباب.
تخيلات حول إلحاق الضرر بالأبناء.
تخيلات مستمرة لصور إباحية.

2- أعراض الوسواس القهري القهرية

– أعراض الوسواس القهرية هي عبارة عن تصرفات متكررة بسبب دوافع ورغبات جامحة لا يستطيع المريض السيطرة عليها، تلك التصرفات المتكررة يفترض أنها تخفف حدة القلق المرتبطة بالوسواس القهري.

– على سبيل المثال الأشخاص الذين يشكون بأنهم قاموا بدهس شخص آخر يعودون عدة مرات إلى مسرح الحدث، حيث أنهم لا يمكنهم التخلص من الشك، وكذلك ترتبط التصرفات القهرية بموضوع معين مثل الأتي: النظافة والاستحمام، الفحص، العد، الحاجة إلى تعزيزات، النظام، الإعادة عدة مرات على عمل معين، تتمثل أعراض الوسواس القهري القهرية في الآتي:

القيام بغسل الأيدي إلى أن يتقشر الجلد.
فحص الأبواب المتكرر للتأكد من أنها مغلقة.
فحص الفرن المتكرر للتأكد من أنه منطفئ.
الإحصاء والعد بأنماط معينة.

ثالثاً: تشخيص الوسواس القهري

تتضمن الخطوات اللازمة لتشخيص الوسواس القهري ما يلي:

الفحص البدني: يساعد هذا الفحص في استبعاد وجود مشكلات أخرى قد تكون السبب في ظهور الأعراض والتحقق من جميع التعقيدات المرتبطة.
اختبارات معملية: قد تتضمن هذه الاختبارات فحص وظائف الغدة الدرقية، و تعداد الدم الكامل، وفحص الكشف عن تناول المخدرات والكحوليات.
التقييم النفسي: يتمثل في مناقشة أفكار المريض، وأعراضه، ومشاعره، وأنماط سلوكه، كما قد يتضمن التحدث إلى أصدقاء المريض أو عائلته بعد موافقة المريض.
معايير تشخيص الوسواس القهري: قد يستخدم الطبيب المعالج الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، التي قد قامت بنشره جمعية الطب النفسي الأمريكية.

رابعاً: علاج الوسواس القهري

قد لا يؤدي علاج الوسواس القهري إلى شفاء المريض، ولكن قد يساعد على التحكم في الأعراض، وقد يحتاج المريض إلى العلاج طوال فترة حياته، يشمل علاج الوسواس القهري علاجان رئيسيان هما: العلاج النفسي والعلاج بالأدوية، وذلك على النحو التالي:

1- العلاج النفسي

– يعتبر العلاج السلوكي المعرفي هو نوعًا من العلاج النفسي علاجًا ذو فاعلية للكثير من مرضى الوسواس القهري، يتم عن طريق تعريض المريض إلى هاجس أو شيء مخيف بشكل تدريجي مثل الأتربة، وتعليمه طرق صحية للتعايش مع القلق.

– يحتاج ذلك العلاج إلى جهد وممارسة ولكن قد يستمتع المريض بحياة أفضل بمجرد معرفته بطريقة إدارة الأفعال القهرية، وقد يكون هذا العلاج في جلسات منفردة أو في مجموعة.

2- العلاج بالأدوية

هناك بعض الأدوية النفسية التي قد تساعد على السيطرة على هواجس الوسواس القهري، غالبًا ما يتم البدء بمضادات الاكتئاب التي تتمثل في الآتي:

– كلوميبرامين: للبالغين والأطفال البالغين من سن 10 سنوات إلى أكثر.

– فلوكسيتين: للبالغين والأطفال البالغين من سن 7 سنوات إلى أكثر.

– فلوفوكسامين: للبالغين والأطفال البالغين من سن 8 سنوات إلى أكثر.

– سيرترالين: للبالغين والأطفال البالغين من عمر 6 سنوات إلى أكثر.

– باروكسيتين: يتم وصف هذا الدواء للبالغين فقط.