أسرار السعادة فى الحياة
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذا الكون وهو دائم البحث عن شيئين هما “الراحة وسعادة” فهما من أعظم نعم الله على الإنسان حيث الشعور بالراحة والرضا ولكن كثيرًا منا يحدث نفسه أين أجد السعادة ؟ وهنا يأتي اختلاف، فالسعادة ليست شيء يشترى ولا يورث وليس ملك خاص لأحد فالسعادة ملك للناس ولكن نسأل هنا:
كيف أكون سعيد ؟
تختلف مقاييس السعادة من شخص لآخر باعتبار أولوياته فنجد أن أحدهم مقياس سعادته المال، وآخر نجد أن سعادته في كثرة السفر، ونجد أحدهم سعادته في كثرة الإنجاب والاولاد من حوله. ويجب أن نتفق أن السعادة شعور جميل يعطي للإنسان سبب وقيمة لوجوده في هذا الكون.
يجب أن تعرف طريقك بنفسك في هذا الكون وابحث عن ما يسعدك حتمًا ستجدها أنت بنفسك. لا تنظر من شخص أن يهديك السعادة لأن السعادة شعورًا قادم من داخلك أنت فما هو هذا الشيء بالتأكيد أنت تعرف. عيش وبداخلك قناعة أنك تعيش في الدنيا وليس في الجنة حتى تعيش السعادة الأبدية أو انها ستمنح لك كهدية دون تعب. كافح حتى تصل فليست السعادة في كل وقت ولكل شيء ثمن وثمن السعادة أن تتغاضى عن الأشياء التى تنغص عليك فرحتك.
ربما كانت السعادة في ساعة في اليوم مع شخص أنت تحبه، اذا وجدت هذا الإحساس تغاضى عن احاسيس باقي اليوم وعيش تلك الساعة كأنها عمرك. ستجد وأن هرمون السعادة الذي بداخلك قد سيطر عليك، وحاول دائما أن تتذكر تلك الساعة على مدار يومك ستجد أن انتاج هذا اليوم لك كثير.
العجب في السعادة هي ما أجراه الباحثون وعلماء النفس أثناء دراستهم للنفس البشرية حيث توصلوا لتنائج غريبة في هذا الشأن، وجدوا أن الأحوال المزاجية تدل على أساس وراثي للمزاج وتنتقل من جيل إلى جيل، وأكد العلماء أن خمسون بالمائة من التغيرات سببها الوراثة، باستثناء الصدمات القوية التي يتعرض لها الفرد، والتى بدورها مع الوقت تخف حدة الصدمة ثم تعود بعد ذلك لحالتها الطبيعية.
مواطن السعادة لكل من هو وهي:
ونجد أن العلماء النفسيين قد أعطونا إشارات ومفاتيح لكى نعرف مواطن السعادة ، منها:
1- الصحة : فكثير من المرضي يعانون من تغير بالمزاج ويؤثر بالتبعية على سرعة الإستجابة للعلاج.
2- وجود أهداف محددة في الحياة: لذلك نجد أن العاطلين يعانون من تقلب في المزاج وفي كثير من الدول الغربية تكثر لديهم حالات الإنتحار.
3- الثقة بالنفس: من أهم أسباب مقاومة ضعوط الحياة لأن دائمًا ما نجد مايحاول إضعافنا عن أعمالنا ولكن الثقة تجعل فينا الثبات.
4- التعليم: فالعلم يمنحنا التميز والتميز يزيد من إهتمام الأخرين بنا والإهتمام يعطي أعلى درجات السعادة.
5- النجاح الدرارسي والمهني: لأن الشعور بالسعادة لا يوافقها أحد كما يوجد في النجاح.
يمكنك قراءة ايضا : كيف تستمتع بحياتك
اسباب السعادة الاجتماعية:
حدد العلماء أيضًا أسباب للسعادة الإجتماعية منها:
1- الجو الأسري الإيجابي: فالأسرة المترابطة تمنح القوة والسعادة وتزرع بالطفل ما يساعده لباقي حياته من القوة ومقدرة التكيف على المعيشة.
2- وجود أصدقاء مقربين في حباة الشخص تساعده على الوصول للسعادة بسهولة وابعاد صور التعقيدات عنه.
3- أنشطة في الفراغ اليومي : لأنها لا تترك مجال للشخص يعبث مع أفكاره السلبية فهي تعطيه التسلية والمهارة والإبداع وتلك من بواعث السعادة.
ويجب على الإنسان أن يكون في حالة سعي دائم فلن تأتي الحياة بالسعادة كما نريد فيجب الأخد بالإسباب حتي نوفر لأنفسنا أسباب السعادة. نعلو بأسقف الطموحات ولكن ليس لحد الخيال حتى لا تقع على الأرض فنفيق ونجد لا شئ فنصاب بالإحباط.
علماء الدين يوصون بالسعادة:
لعلماء الدين أيضًا رأي في السعادة فكل الكتب السماوية تحدثت عن السعادة فهم مشتركون معا للوصول بالإنسان لهذا الطريق. منظور الدين الإسلامي لهذا أن السعادة هي القرب لله تعالى كما جاء في القرآن : “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”.
اقتراب الإنسان من الله يسبب له سبل الراحة فنرى عندما نؤدى كافة العبادات اليومية نجد الإنسان ينام مرتاح البال. نرى أن تلك الراحة عند الإنتهاء من الفروض مبعث للسكينة والسعادة الكاملة. وقال علماء آخرون أن السعادة في الرضا بقسم الله، وكما قال : “ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس”
وقال أحدهم إن السعادة في الصلاة وكان أحد الصحابة يقول : “كلما أهمه أمر فزع إلي الصلاة”. عامةً السعادة في القرب من الله فلذة القرب من الله لا يعادلها لذة، لذة تشعرك بسعادة يطرب قلبك لها. فرحة تغنيك عن القرب من الناس فالقرب من الله غاية السعادة، سعادة لا يعادلها مال ولا العيال ولا الشهرة ولا المجد ولا الجاه.
والشعور بعدم الإستقرار والإضطراب في الحياة هو سبب التوتر أما السعادة الكاملة بالنسبة له. وإن كان بالفعل الزواج استقرار ولكنه ليس كل النهاية فالزواج يسمى ” الحياة الزوجية” وحياة كاملة لابد لها من بعض المنغصات.
عمومًا كل شخص بإمكانه منح نفسه الأجواء الملائمة التي تسمح له بأن يشعر بالسعادة كما يحبها هو نفسه. بحيث يستطيع أن يسيطر على مجريات أموره وينقي نظرته للأحداث بحيث يستطيع أن يهيأ لنفسه السعادة كما يريدها. نرى كثيرًا من الناس لديها نظرة تشائمية في الحياة فذلك الشخص يحول الأشياء الإيجابية في حياته إلى منغصات إضافية لحياته. والإنسان الذي يريد أن يكون لديه سبب للسعادة سيبحث عنها بداخله كأن يقرأ قصص يحبها يمارس رياضة أو أي شيء. بمجرد أن يقوم هذا الشخص بتلك الأشياء فسيشعر بتحسن شديد، كما ان الإحساس بالتفائل يعطي طاقة ايجابية لتنفيذ كثير من المهمات لديه .
وتقول الخبيرة في علم النفس إيزابيل كلارك: “إذا كنت تشعر بالإحباط، استشعر في قرارة نفسك قيمة نشاطك وانجازك، فإن ذلك من شأنه أن يمنحك دفعه للأمام “.
سر السعادة يبدأ من النفس:
1- من أسباب السعادة أن تصالح نفسك وأن تخبر نفسك أنك شخص عزيز عليها وأن تحبها وترعاها ولا تقسو عليها.
2- احترامك لنفسك والإعتداد بنفسك وليس لحد الغرور يمنحك الثقة بنفسك واحترام الناس لك وهذا يمنحك الشعور بتحسن.
3- اعط لنفسك القدر الكافي من الراحة فإنهماك الإنسان في العمل لفترة طويله دون أن تأخد قدر من الراحة والإعتناء بنفسك يجعلك في مزاج غير جيد.
4- اعط لذاتك الإهتمام، اسرق من زحام حياتك وقت لروحك تغذيها وتراعيها وكأنها طفلك المدلل فذلك بالشئ الجيد لها.
5- كلما أحسست بإحباط أو تعرضت لموقف سئ اتصل بأحد تحبه وفضض معه فالكلام في حد ذاته يريح النفس ومناقشة المشكلة بشكل ايجابي أيضا.
6- من الممكن المشاركة في العمل الخيري ومساعدة الناس لأنه ما عاش من عاش لنفسه والحياة المجتمعية تشعر الإنسان بقيمته في الحياه.
7- مساعدة الأخرين وأن تسمع كلمات الثناء من شخص لا تعرفه هذا هو الرقي الكامل وهو قمة التخلى عن الأنانية وحب الذات المرضى.
8- إذا واجهك موقف عصيب وأحسست بأنك غير موفق، قف للحظة واسمع نفسك بصوت واضح أنك قادر على الحلول ولكل مشكلة حل.
المشاكل مادامت من صنع أنفسنا فإذا لها حلول تحلى بالشجاعة وتوكل على الله واعلم أنك ستفعلها بالتأكيد….