أغرب عادات وتقاليد الزواج في المغرب
دولة المغرب هي واحدة من الدول العربية التي تقع في منطقة شمال قارة أفريقيا، تطل دولة المغرب على المحيط الأطلسي من جهة الغرب، يحدها من جهة الشمال السواحل الإسبانية والبحر الأبيض المتوسط، ويحدها من جهة الجنوب دولة موريتانيا، ومن جهة الشرق دولة الجزائر، دولة المغرب هي دولة نظام الحكم فيها ملكي برلماني دستوري، وعاصمة المغرب هي مدينة الرباط، وأكبر المدن بها مدينة الدار البيضاء، وأهم مُدنها الأخرى مدينة مراكش، تطوان، فاس، جدة، وزان، طنجة، أغادير، تعرف معي عزيزي القارئ في هذا المقال أغرب عادات وتقاليد الزواج في المغرب.
أغرب عادات وتقاليد الزواج في المغرب
لا تختلف عادات وتقاليد الزواج في دولة المغرب كثيرًا عن العادات والتقاليد في البلاد الأخرى من الدول العربية والإفريقية، إلا أنها تتميز في بعض العادات والطقوس الخاصة بها والتي من بينها ما يلي:
طقس العمارية
– من بين عادات الزواج الشائعة في دولة المغرب هي عادة حمل العروس في يوم الزفاف فوق هودج مع الرقص بها وهي أعلاه، ثم الطواف بها على صوت إيقاع راقص.
– هذه عادة قديمة يسميها الشعب المغربي بإسم “العمارية”، وهي من بقايا الطقوس القديمة جدًا التي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام، ولها دلالات صار من يمارسها الآن يجهل أصولها.
– لم تكن العمارية عادة حضرية يتم ممارستها في مدن دولة المغرب فقط، بل كان أغنياء البوادي يشرفون بناتهم بها أيضًا.
– هناك اختلافات في صور العمارية وفي الطقوس التي ترافقها، فنجد في منطقة الغرب (منطقة الشمال الغربي بالنسبة للمغرب) كان الناس يقومون بوضع العمارية أعلى ظهر الفرس الذي يحمل العروس؛ حيث يعتقدون في أن هذا يجلب لزوجة المستقبل مولود نوعه ذكر في أول حمل.
– في مدينة طنجة فكانت العمارية يصنعها العريس، وكانت تصنع من أشجار الزيتون، وفي مدينة فاس وهي موطن نخبة العلماء والتجار عبر تاريخ دولة المغرب، فكان هودج العروس يتم نقله إلى بيت العريس في حالة إذا كان شريفًا “أي أن نسبه يعود إلى آل البيت الشريف”، ويتولى القيام بذلك الأشخاص الذين يعملون بمهنة نقل الأموات فوق النعوش.
طقس الحناء
– تعتبر طقوس الحناء جزءً من الطقوس الاحتفالية المرافقة لحفل الزفاف في دولة المغرب، وتعود أهميتها البالغة إلى أنها لا تقتصر فقط على الفسيفساء التجميلية المزينة أيدي وأرجل السيدات، ولكن لها بعداً سحريًّا تضيع أصوله في ليل التاريخ.
– قد قال فوندو هايدن أن الحناء قد خلقت في حياة البشر مجموعة من التقاليد والطقوس السحرية التي تنتمي إلى ماضٍ بعيد يأتينا عبرها محملاً بالعلامات والرموز.
– استمرار الحضور القوي طقوس الحناء في دولة المغرب اليوم مرتبط باستمرارية تداول القيم الرمزية التي تمزج ما بين الدين والأسطورة، لتضفي عليها نوعًا من القداسة داخل الثقافة الشعبية.
– من المعتقدات التي ترتبط الحناء والزفاف في دولة المغرب أسطورة تروى وهي أن السحلية الخضراء (وهي نوع من الزواحف الجميلة المنظر وليست مؤذية) كانت في الأصل فتاة شابة جميلة المنظر، لم يمضى على زواجها إلا وقت قصير وعندما توجهت إلى الحمام البلدي لغرض الاغتسال، وعند عودتها مزينة القدمين واليدين بالحناء فاجئت زوجها كان يخونها مع شقيقتها، فلم تتحمل صدمة ما رأت، وهي ما زالت في الأيام الأولى من زفافها، فتمنت هذه المرأة أن يتم مسخها وتكون على هيئة حيوان عديم المشاعر كي لا تشعر بعد ذلك بالآلام التي قد مزقتها، وذلك ما حدث بالفعل ومسخت هذه المرأة في شكل سحلية خضراء.
– تقول أسطورة أخرى أن الحصول على رضا ملكة الجن “الآلة رقية بنت الملك الأحمر”، والتي كانت تقوم بحرس الحمامات العمومية التي تذهب إليها النساء بشكل مستمر من أجل الاغتسال يتطلب من المرأة أن تقوم بوضع الحناء فوق أطراف جسدها قبل أن تتوجه إلى الحمام، وتقوم باشعال البخور الطيب قبل أن تدخل إلى قاعة الاغتسال.
يمكنك قراءة ايضا : معلومات عن مدينة العجائب دبي
طبق وريقات الحناء والبيض
– من بين العادات التي لا ما زالت متبعة حتى الآن في احتفالات الزفاف في دولة المغرب، هي عادة تقديم طبق من وريقات الحناء المجففة ويعلوه بيض الدجاج من ضمن الهدايا التي يتم حملها إلى العروس، وهذا النوع من الهدايا بالرغم من قيمته المالية البسيطة إلا أن له أهمية كبيرة لديهم، حيث يتم طحن الحناء لكي تطلي العروس أطرافها بها من قبل سيدة خبيرة الحناء، وتسمى “الحناية”.
– في صباح ليلة الزفاف فإن العروس تقوم بسلق هذا البيض لكي تأكله هي وشريك حياتها المقبلة، وذلك لاعتقادهم أن بياض البيض يعد فأل خير وسوف يجعل حياتهما القادمة هنيئة كلها بيضاء وخصوبة، وخالية من المشاكل.
حنة مزوارة
– من الطقوس الأخرى أيضًا التي ترتبط بالحناء والزفاف في دولة المغرب الحفل الذي يسمى “حنة مزوارة”، وفي هذا الطقس تقوم أسرة العروس بجمع الحناء من سبع نساء، ويتم خلطها بالماء لكي يطلى بها جسد العروس قبل دخلتها، أي قبل ليلة الزفاف بيوم أو بيومين، ويعتقد أن هذا الطقس يزيل عن العروس أي عمل سحري قد يتم عمله من قبل خصومها أو أعداؤها لغرض منع زواجها.
– المزورة هو مسمى يطلق على السيدة المتزوجة لأول مرة، وهي التي يتم تكليفها بالبدء في وضع الحناء على جسد العروس تيمنًا وبركة، وبعدها تتكلف “الحناية” بوضع باقي الحناء للعروس.
– خلال وضع الحناء للعروس تقوم النساء بغناء بعض الأهازيج الشعبية التي يتم حفظها لهذه المناسبة، والتي قد تتضمن دعاء للعروس بالسعادة في حياتها، وأن يلقاها حماها بالقبول والصدر الرحب.
– تتعدد مخاوف أسرة العروس من تعرض ابنتهم إلى أي مكروه من قبل أحد الخصوم الحاسدين أو الأعداء، فقد يلجأ شخص ما قد رفضت العروس الزواج به، أو أحد من أهله، إلى الانتقام منها في ليلة عرسها من خلال تسليط عمل سحري عليها لكي يفسد عليها سعادتها، أو أن فتاة عانس قد أعمى الحسد بصيرتها قد تلجأ إلى نفس السلوك، ولذلك فإن والدة العروس تقوم بتكليف سيدة أو مجموعة من السيدات اللاتي تثق بهن جيدًا للقيام بمراقبة الحفل في السر ومنع أي شيء يمكن أن يحدث من الأفعال المؤذية.
كسر البيضة
– في بعض مناطق دولة المغرب تعمد الحناية قبل أن تقوم بوضع الحناء للعروس إلى كسر بيضة فوق رأس العروس أملًا أن تكون المرأة مخصبة ذات نسل كثير، وبعد أن تكون العروس بكامل زينتها يتم اشعال الشموع والبخور الطيبة التي بدورها تبطل مفعول السحر الأسود على حسب اعتقادهم، ثم يبدأ بعد ذلك حفل الحناء وتعطي أم العروس للحناية التي تقوم بنقش الحناء لابنتها “الحلاوة”، والتي تكون عبارة عن قالب سكر ونقود تقدمها لها أيضًا السيدات المدعوات إلى الحفل، ومع الحناية المنشغلة بنقش العروس بالحناء تقوم النساء بترديد الزغاريد وبعض الأغاني.
– في حالة إذا شعرت أم العروس بأن هناك أي عمل من أعمال السحر موجه ضد ابنتها العروس، فإنها تبخرها بالدخان الذي يطلقه رمي الفاسخ والعرعار وشوك القنفذ والكبريت وقطعة من درقة سلحفاة برية داخل نار حامية، أو تقوم برمي حرباء حية بها.