لايف استايل

لقاء الأسرة الإسبوعي في البيوت المصرية

التواصل الأسري في البيوت المصرية

الأبناء هم نور الأسرة وهم زهور الحياة وهم المعنى الجميل في حياة الأب والأم وتربيتهم تربية صالحة من أسمى المعاني وأقوى الأهداف التي يسعي إليها الوالدين.

قد صدقوا حينما قالوا قديما عن الأبناء “أبنائنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض” ولا يوجد على وجه الأرض من يتمنى أن يكون أحد أفضل منه إلإ الأبوان يتمنوا أن يروا أبنائهم أفضل منهم في كل شيء.

أبنائنا فلذة أكبادنا :

ولذلك نجد أن الأب والأم يسعون بكل همة وبذل الغالي والنفيس من أجل أن يرتقوا بأبنائهم في كل شيء سواء كان تربية صالحة تعليم أو صحة أو تعليمهم واكسابهم مهارات جديدة من أجل مواجهة تحديات الحياة.

وحتى لا تغلب أبنائهم ضغوطات الحياة، ولا يخيل لنا بأي حال من الأحوال أن يقوم الوالدين بالتقصير في أي وجه من واجبه كأب أو أم عن عمد ربما ركز على جانب وأهمل الأخر دون قصد، كيف يحدث هذا الخطأ دون قصد؟

الحياة قديما كانت تقتصر على عمل الرجل لعدد معين من الساعات ويعود لمنزله يقضي باقي اليوم مع أبنائه والأم غالبا لا تعمل فيجلس الاب بالبيت يتحدث معهم ويذاكر لهم ويتناقش في المشكلات التي حدثت لهم ويعلمهم أمور الحياة بروية وبهدوء أعصاب وحوار مجدي جداً معهم.

وتجلس الأم مع بناتها وتتحدث معها فيما يخص البنت من كيفية الحفاظ على نفسها، وكيف تكون فيما بعد امرأة صالحة وغالبا ما يكون الجد والجدة معهم ولهم دور كبير في إغداق الحنان واللعب مع الأحفاد.

وتخرج الأسرة معاً لزيارة الأهل ويقفون مع جيرانهم في الشدائد فيتعلم الأبناء كيف يكونوا رجالاً وليسوا ذكورا فقط.

تتعلم البنت كيف تكون المرجع والسند والعقل الراجح الذي يربي ويعلم فيما بعد فنجد أنهم قد أخرجوا لنا رجالا مثل الأسود يقفون ويواجهون كل الصعاب بارين بأهلهم عندهم الحس الكامل بالمسؤلية، ونساء فضليات ذات رجاحة في العقل وتحمل كامل للمسؤلية …

عجلة الحياة تاهت معها الأصول :

لقاء الأسرة الإسبوعي في البيوت المصرية

أما حاليا فنجد متطلبات الحياه والضغوطات أصبحت كثيرة:

فنجد أن الأبوان يريدان أن يرتقوا بتعليم الأبناء أفضل منهم فبدل من المدارس العربية فقط بحثوا عن المدرس ثنائية اللغة والتي تحتاج لكثير من المال أو المدرس الخاصة وهي أيضا تكون باهظة الثمن.

ثم تأتى الدروس والملابس والتبرعات والأنشطة الرياضية ومتطلباتها و…… فيضطر الأب إلى أن يبحث عن عمل أخر ليكفي احتياجات الأسرية (وهذا الخطأ الأول) يترك أبنائه ليكفيهم إحتياجاتهم المادية.

أو يضطر للبحث عن السفر الذي يكون فيه ظلم كبير لكل أفراد الأسرة فقد ظلم الأب نفسه عندما سافر وكبر من أجل المال فقط وظلمت الأم أن يتركها شابة يافعة في مواجهة المجتمع وحدها من أجل صغارها.

وظلم الأبناء بأن حرموا من أحضان أبيهم التي تعطيهم القوة لمواجهة العالم بقوة وهم يعلمون أن ذراع أبيهم الملفوف حول أعناقهم هو سد لهم عن شرور الحياة…

وهنا استوجب على الأم سواء كانت عاملة أو ربة منزل أن تقوم بدورين الأم والأب معاً فتتحمل على كاهلها أعباء وضغوط الحياة ومهما كانت الأم مثالية وحاولت أن تقوم بالدور على أكمل وجه فهي بالنهاية إنسان وستتأثر حتما، وسيسقط منها بعض الأشياء المهمه التي يجب أن يتعلمها الأبناء، فغياب الأب ليس مبرراً.

وحالياً قد حدثت طفرة واسعة في التطور التكنولوجي وقد انفتح العالم على بعضه وأصبح الإهتمامات حاليا مختلفة كثيرا  وأصبحت الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) داخل كل البيوت وجعلت العالم متصل ببعضه وتداخلت الثقافات وأصبح التحدي أكبر وأصعب أمام الوالدين.

التواصل الاجتماعي أداة الانفصال الأسري

فقد كذب المحبين للإنترنت حينما قالوا أنها أداة التواصل الإجتماعي فربما يكون فعلا هو اتصال بالمجتمع ولكنه بالتأكيد أداة الإنفصال الأسري.

مما صعب على الأبوان الغوص داخل نفسية أبنائهم أو إعطائهم الفرصة للغة الحوار الدائمة كما كان سابقا فيدخل الطفل البيت وكل همه أن ينهي ما ورائه من فروض حتى يذهب لألعابه في العالم الإفتراضي وأما الأبناء الكبار والبنات فأصبح لديهم الرغبة في شراء كل ماهو جديد فيما يرغبون في أي مجال علي جميع أنحاء العالم.

اللقاء الأسري الإسبوعي وسيلة التواصل الأسري:

لقاء الأسرة الإسبوعي في البيوت المصرية

وهنا يأتي دور الأب والأم وسنقول لهم إذا كنتم مخيرين في إنجاب الأطفال فأنتم مجبرون على التربيه مجبرين على أن تخرجوا للمجتمع رجلاً أصحاء نفسياً يبنوا لنا مجتمعا يرتقي بهم، ونصيحة لكما:

  1. اجعل بينك وبين ابنك حواراً موصولاً لا تقطعه أنت مهما بعد ابنك عنك ازرع فيه حب الكلام معك، منذ البدية وهو طفل صغير مهما كان انشغالك بعملكا، اجعل مساحة حتى لو أسبوعية للقاء أسري تجتمع فيه مع أبنائك في كل مايخصهم ويخصك.
  2. استمع إلي مشاكلهم وكيف هم يواجهونها.
  3. ابحث داخل عقولهم ونفسيتهم وكم وصلوا بتفكيرهم.
  4. انزل لمستوى فكرهم واعطيهم الإحساس أن حياتهم ومشكلاتهم هي مهمه بالنسبة لك.
  5. ولا تستهزأ بمشاكلهم فتغلق باب الحوار باحراجهم امشي معهم على حدود المشكلة المزعومة وكأنها مشكله فعلا فهي كذلك بالنسبة لهم.
  6. اثنى عليهم، وشاركهم مشكلاتك واحكي لهم قصصاً من ماضيك وكيف كان تصرفك فذلك يقربهم منك.
  7. لاتجعل من هذا اللقاء بينك وبينهم محاضرة يتمنون انتهائها، العب معهم واضحك معهم واستمع لمواقفهم الجميله.
  8. واترك لهم مساحة من الوقت يتحدثون فقط دون نصائح استمع فقط هكذا تترك مساحة لعقلك أن يرتب الأفكار فكل كلمة تتلفظ بها مهمة على نفسيتهم.
  9. اترك مساحة لقلوبهم أن يخرجوا كل مافيه من أسرار وكلام يريدون قوله، فقلوبهم الصغيرة إذا أخرجت كل ما فيها ملأها الحب والود والتودد لك عزيزي.

فجلوسك مع أبنائك يجعل من الصعب عليهم ان تبتعد عنهم لأن الأباء يجنون ثمرة البعد أو القرب عند الكبر والحاجة إليهم، فإذا كنت تريد أن يبرك أبنائك عند الكبر فبرهم أنت أولاً أحسن إليهم في الصغر يحسنون إليك في الكبر.

كيف اللقاء الأسري مع سفر الأب:

وماذا لو كنت عزيزي الأب مسافراً وقد اضطرتك حاجتك للعمل للبعد عن أبنائك ؟

ليس لك عذر في أن تجعل لك أيضا معهم لقاءاً اسبوعيا على الأقل تتحدث فيه معهم، لكن كيف ذلك؟ فإن التطور التكنولوجي قد حل لك تلك المشكلة بسهولة فإن برامج الإتصال بالصوت والصورة قد قرب المسافات:

اجلس معهم ومع أمهم وناقش أمورهم ومشكلاتهم بحضور أمهم حتى لا يتخذوا من الكذب وسيلة لإرضائك فقط وتنصحهم بالصراحة حتى تقوم بواجبك كأب فلا شيء يعفيك من واجبك أبدا تجاههم، فيكفيهم بعد جسدك عنهم ويكفيهم تلامس العقول.

فالكلام ولغة الحوار البناء الذي يقوم بالمقام الأول على الصراحة دون خوف من سوء العاقبة، والذي يغطيه الحب والود والتودد يجعلك قريب من أبنائك أما إذا تهربت من هذا اللقاء بحجة الإنشغال فستمر الأيام وتجد أنهم قد أصبحوا عنك أغراب.

وفي الحقيقة أنت الذي اصبحت عنهم غريبا وقد بنوا لنفسهم عالمهم الخاص بهم بعيداً عنك ولن يسمحوا لك أن تدخل أو يكون لك مكان به لأنه قد اشتد الساعد وقوي القلب وسيدافعون عن عالمهم مهما كلفهم ذلك، وهنا سيحدث الصدام وتظهر الفجوة التي بنيتها أنت بحججك التي لن يلتمسوا لك العذر فيها، وسيكون ذلك بعد فوات الأون ولن سيكون التصرف الأمثل أن تنسحب حتى لا تخسرهم أو تصطدم بهم وتخسر احترامك لنفسك معهم.

الفرصة أمامك لا تخسرها فأبنائك منتظرينك ويبحثون عنك فاحتضنهم قدر المستطاع، اهتموا باللقاء الأسري الإسبوعي ولا تحرموا أولادكم ما قد منحكم والديكم إياه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى