تعرف على أسباب قصور الانتباه عند الأطفال
اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة هو حالة مزمنة تصيب العديد من الأطفال وتلازمهم إلى أن يصلوا لمرحلة البلوغ، من المشكلات التي يسببها هذا الاضطراب نقص الانتباه، فَرط الحركة، السلوك الاندفاعي، يعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من مشكلة في العلاقات الإجتماعية، وتقييم ذاتي متدني، وتحصيل متدني في التعليم، بالرغم من ان العلاج لا يشفي هذا الاضطراب إلا أنه يساهم في علاج أعراضه، يتمثل العلاج في الاستشارة النفسية أو أخذ العقاقير الدوائية، أو في الدمج بين كليهما، نوضح في مقال اليوم تعرف على أسباب قصور الانتباه عند الأطفال.
تعرف على أسباب قصور الانتباه عند الأطفال
يميل العديد من الأهالي إلى لوم أنفسهم في حالة تشخيص إصابة الطفل باضطراب قصور الانتباه، إلا أنه في الحقيقة يزداد اقتناع الباحثين بمرور الوقت بأن العوامل التي تسبب هذا الاضطراب ترجع إلى الصفات الوراثية، وليس لها علاقة بالاختيارات السيئة التي يقررها الأهل، في ذات الوقت هناك عوامل بيئية قد تؤثر على سلوكيات الطفل أو تزيد من حدتها، وقد تمكن الباحثين من تحديد عدد من العوامل التي قد يكون لها تأثير على ذلك الاضطراب وهي الأتي:
1- حدوث تغير في بنية وأداء الدماغ
حيث بينت عينات الدماغ حدوث تغيرات مهمة في بنية وأداء الدماغ عند الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، على سبيل المثال لاُحظ وجود نشاط متدني في الأجزاء الدماغية المسؤولة عن الانتباه والنشاط.
2- الوراثة
حيث قد دلت الأبحاث على أنه واحد من بين أربعين طفلاً ممن يعانون من هذا الاضطراب عنده قريب عائلي واحد على الأقل يعاني من نفس الاضطراب.
3- تدخين الأم أثناء الحمل
استخدام مواد تتسبب في الإدمان والتعرض للمواد السامة حيث أن تدخين المرأة الحامل تزيد من احتمال ولادة طفل مصاب باضطراب قصور الانتباه والتركيز، كما أن تناول المشروبات الروحية والمواد المسببة للإدمان خلال فترة الحمل يؤدي بدوره إلى هبوط في نشاط الخلايا العصبية التي تقوم بإنتاج الناقلات الكيميائية فيما بين الأعصاب، إضافة إلى أن المرأة الحامل التي تتعرض لملوثات بيئية سامة تكون أكثر تعرضًا لولادة طفل مصاب باضطراب قصور التركيز والانتباه.
عوامل خطر الإصابة قصور الانتباه عند الأطفال
- تعرض الجنين لمواد سامة.
- التدخين، وتناول الكحوليات، أو تعاطي المواد المسببة للإدمان أثناء فترة الحمل.
- التاريخ العائلي للإصابة باضطراب قصور الانتباه، أو أحد الاضطرابات النفسية الأخرى.
- الولادة المبكرة.
أعراض قصور الانتباه عند الأطفال
– عادةً ما تبدأ أعراض اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة قبل عمر 12 عامًا تكون تلك الأعراض واضحة في وقت مبكر من سن 3 أعوام عند بعض الأطفال، وقد تكون أعراض اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة خفيفة أو متوسطة أو حادة، وقد تستمر الأعراض حتى سن البلوغ.
– أحيانًا يحدث اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة لدى الذكور أكثر من الإناث، وقد تختلف السلوكيات بين الصبيان والفتيات، مثلًا قد يكون الذكور أكثر نشاطًا وقد تميل الإناث إلى عدم الانتباه، يمكن تقسيم الأعراض على النحو التالي:
1- أعراض تدل على قصور الانتباه والتركيز
- عدم قدرة الطفل أحيانًا على الانتباه إلى التفاصيل أو ارتكابه بعض الأخطاء الناتجة عن نقص الانتباه في تحضير الواجبات المدرسية، أو عند القيام بنشاطات أخرى.
- عدم قدرة الطفل أحيانًا على البقاء متيقظاً عند القيام بمهام معينة مثل: واجباته المدرسية أو أثناء اللعب، حيث يبدو الطفل كأنه لا يسمع ما يقال له حتى عند التوجه إليه بصورة مباشرة.
- يبدي الطفل صعوبة في اتباع وتنفيذ التعليمات، وفي معظم الأحيان لا ينجح في إتمام واجباته المدرسية أو المنزلية أو واجبات أخرى ويجد صعوبة في تنفيذها.
- يتهرب الطفل من تنفيذ المهام التي لا يحبها والتي تحتاج إلى مجهود فكري مثل: الواجبات المنزلية والمدرسية.
- عادةً ما يميل الطفل الذي يعاني من هذا الإضطراب إلى إضاعة أدواته وأغراضه الشخصية مثل: الكتب، والأدوات، والألعاب.
- يظهر الطفل المصاب بهذا الاضطراب التبرم وعدم الارتياح، ويتلوى كثيراً ويتحرك بعصبية.
- يميل الطفل كثيرًا إلى ترك المكان المخصص لجلوسه في الصف، أو قد يجد صعوبة في الجلوس لمدة طويلة في مكانه في الحالات التي تتطلب ذلك.
- يميل الطفل إلى التسلق والجري، وفي كثير من الأحيان يقوم بتلك التصرفات بصورة مبالغة لا تتناسب مع الوضع.
- يميل الطفل المصاب بهذا الاضطراب إلى مقاطعة الحديث أو التشويش على الآخرين أثناء التحدث أو اللعب.
- يمكن إلهاء الطفل الذي يعاني من ذلك الاضطراب بسهولة فائقة.
- كثيراً ما يميل الطفل المصاب بهذا الاضطراب إلى نسيان الكثير من الأمور.
- أحيانًا لا يستطيع الطفل اللعب بهدوء وسكينة.
- يبدو الطفل دائم الحركة والنشاط في معظم الأوقات.
- يميل الطفل للتحدث بصورة مفرطة.
- يميل الطفل للإجابة على السؤال قبل الانتهاء من سماعه كاملًا.
- أحيانًا لا يستطيع الطفل انتظار دوره والالتزام به.
2- أعراض تدل على اضطراب فرط الحركة والسلوك الاندفاعي
يغلب فرط الحركة على تصرفات الصبيان، بينما يغلب نقص الانتباه على الإناث.
- يتمثل قصور الإنتباه عند الفتيات في أحلام اليقظة بينما يتمثل فرط الحركة عند البنين في الميل للانشغال واللعب بأمور عبثية لا هدف لها.
- يميل الصبيان إلى أن يكونوا أقل في الإنصات للتعليمات، مما يجعل المشكلة في تصرفاتهم بارزة أكثر.
علاج قصور الانتباه عند الأطفال
تتمثل علاجات اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة لدى الأطفال في الأدوية، والعلاجات الاستشارية والتثقيفية، والعلاج السلوكي، وهذه العلاجات لا تعالج اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة ولكنها تخفف من أعراضه، أهم الأدوية المستخدمة في علاج هذا الاضطراب هي الأتي:
1- الأدوية المنشطة والمنبهة
– تعد الأدوية المنشطة هي الأدوية الأكثر شيوعًا في علاج اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة، حيث أن المنشطات تساعد على تعزيز مستويات المواد الكيميائية بالدماغ وتوازنها، وتساهم هذه الأدوية في تحسين أعراض نقص الانتباه وفرط الحركة، وأحيانًا تقوم بذلك بصورة فعالة في مدة زمنية قصيرة.
– من أمثلة هذه الأدوية: الأمفيتامينات مثل: ديكسيدرين، وأديرال إكس آر، ماي داييس، وفيفانس، الميثيلفينيديت مثل: كونسيرتا، ريتالين، وفوكالين.
– تتوافر هذه الأدوية في أشكال قصيرة أو طويلة المفعول، وتختلف الجرعة المناسبة من هذه الأدوية من طفل لآخر؛ لذا قد يستغرق الأمر لبعض الوقت من أجل اكتشاف الجرعة الصحيحة، وقد تتطلب الجرعة لتعديل في حالة حدوث مضاعفات كبيرة أو مع نمو الطفل.
– تشير بعض الدراسات والأبحاث إلى أن تناول الأدوية المنبهة في علاج اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة يتسبب في حدوث بعض مشكلات القلب ويعد هذا مصدر للقلق، ويمكن أن تزيد خطورة ظهور بعض الأعراض النفسية عند استخدام الأدوية المنبهة، ولكن لم يثبت حتى الآن زيادة خطورة حدوث المضاعفات الشديدة أو الوفاة المفاجئة، بالرغم من ذلك يجب على الطبيب تقييم الطفل للكشف عن أي مشكلة في القلب أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بأي مرض قلبي قبل أن يصف الأدوية المنبهة، وأن يقوم بمراقبة الطفل أثناء مرحلة العلاج.
2- أدوية أخرى
تتمثل الأدوية الأخرى التي لها فعالية في معالجة اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة فيما يلي:
- عقار أتوموكسيتين.
- مضادات الإكتئاب مثل بابروبيون.
- عقار غوانفاسين.
- عقار كلونيدين.